ندوة العلا: “إدارة مخاطر الحريق في المواقع التاريخية والتراثية”
تستعد مدينة العلا التاريخية لاستضافة ندوة مميزة تحمل عنوان “إدارة مخاطر الحريق في المواقع التاريخية والتراثية”، بتنظيم من الهيئة الملكية لمحافظة العلا وبالشراكة مع الإيكوموس السعودي وعدد من الجهات الوطنية والدولية المعنية بالتراث. تأتي هذه الندوة في إطار الجهود المتواصلة لحماية المواقع التراثية من أخطار الحريق وتعزيز وعي المجتمع بأهمية الحفاظ على هذا الإرث الثقافي الثمين.
العلا: حاضنة الحضارات
تُمثل العلا واحدة من أقدم المدن التاريخية في شبه الجزيرة العربية، وهي موطن لممالك دادان ولحيان، بالإضافة إلى مدائن صالح، أول موقع تراث عالمي مسجل في المملكة العربية السعودية ضمن قائمة اليونسكو. لطالما كانت العلا مركزًا تجاريًا وثقافيًا يعبره طريق البخور والقوافل، وتحكي وديانها وجبالها تاريخًا يمتد لآلاف السنين.
تميزت العلا بآثارها المحفوظة بعناية، التي تشمل القرى القديمة، وواحات النخيل، والنقوش الصخرية. واليوم، تحتل المدينة مكانة بارزة في جهود المملكة لتعزيز الهوية الثقافية والتراثية، بما يتماشى مع رؤية 2030.
محاور أساسية تركز عليها ندوة العلا في إدارة مخاطر الحرائق للمواقع التراثية
تركز الندوة على محاور هامة تهدف إلى مواجهة تحديات الحريق في المواقع التراثية، من أبرزها:
- مخاطر الحرائق في المواقع التراثية: مناقشة أبرز التحديات التي تهدد هذه المواقع، بما في ذلك الأسباب البشرية والطبيعية مثل الأعطال الكهربائية وارتفاع درجات الحرارة.
- التجارب الدولية في الوقاية: تسليط الضوء على كوارث الحرائق السابقة، مثل حريق كاتدرائية نوتردام في باريس وقصر وندسور في بريطانيا، واستخلاص الدروس المستفادة منها.
- استراتيجيات إدارة المخاطر: تقديم حلول عملية وتقنيات حديثة مثل أنظمة الإطفاء الصديقة للتراث وأجهزة الاستشعار الحراري.
- التوصيات المستقبلية: صياغة خطط وقائية لتعزيز حماية المواقع التراثية من خلال التكنولوجيا المتقدمة والوعي المجتمعي.
الحضور والمشاركات: نخبة من الخبراء يجتمعون في العلا لحماية التراث!
تشهد الندوة حضورًا لافتًا من خبراء محليين ودوليين، يمثلون جهات بارزة مثل:
- اللجنة الوطنية لكود البناء السعودي.
- الدفاع المدني السعودي.
- هيئة التراث بوزارة الثقافة.
- هيئة تطوير المدينة المنورة.
- هيئة تطوير عسير.
- مشروع نيوم.
- هيئة العناية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي.
كما تتضمن الندوة مشاركات قيمة من شخصيات بارزة مثل م. محمد العيدروس، ود. عدنان عدس، وأ. أحمد التويجري، وأ. سليفيا باربوني.
رؤية طموحة لحماية التراث: أهداف ندوة العلا
تسعى ندوة العلا إلى تحقيق أهداف استراتيجية تعزز الحفاظ على المواقع التراثية وحمايتها من أخطار الحريق. وتشمل هذه الأهداف:
- زيادة الوعي بأهمية حماية التراث الثقافي: تعزيز فهم المجتمع والدور الذي يمكن أن يلعبه الأفراد والمؤسسات في حماية هذا الإرث الثقافي الثمين.
- تعزيز التعاون الوطني والدولي: العمل المشترك بين الهيئات المحلية والدولية لتطوير استراتيجيات حماية مستدامة تحافظ على المواقع التراثية للأجيال القادمة.
- الاعتماد على التكنولوجيا المتقدمة: استخدام أنظمة حديثة مثل أنظمة الإنذار المبكر والإطفاء المتطورة التي تلائم طبيعة المواقع التراثية دون المساس بجمالها وأصالتها.
- صياغة توصيات عملية: وضع خطط واضحة وقابلة للتنفيذ تهدف إلى تقليل مخاطر الحريق وضمان سلامة المواقع التراثية بشكل مستدام.
ندوة العلا ليست مجرد حدث؛ بل هي منصة تفاعلية تضع حجر الأساس لمستقبل أكثر أمانًا للتراث الثقافي.
فعاليات هامة تتضمنها الندوة!
تتخلل الندوة جلسات نقاشية وعروض مرئية، بالإضافة إلى استعراض دراسات حالة عن كوارث سابقة وآليات التعامل معها. وقد زار المشاركون المسرح المخصص للندوة الذي زُوّد بأحدث تقنيات العرض المرئي، بينما تتميز ترتيبات الجلوس بوجود ممثلي الجهات الكبرى والخبراء في الصفوف الأولى.
كما أن الهيئة الملكية للعلا تنظم جولات تعريفية للضيوف إلى المواقع التاريخية في المدينة، لتسليط الضوء على الجهود المبذولة للحفاظ على التراث وإبراز قيمته الثقافية والاقتصادية.
الرسالة المستفادة من الندوة
أكدت الندوة على أن حماية التراث ليست مجرد مسؤولية وطنية، بل واجب إنساني عالمي. فالتراث الثقافي يمثل هوية الشعوب وجسرًا يربط بين الأجيال. ومن خلال تطبيق استراتيجيات وقائية حديثة، يمكن حماية هذه الكنوز للأجيال القادمة.
ندوة العلا هي خطوة محورية نحو تعزيز مكانة المملكة العربية السعودية كمنصة عالمية لحماية التراث، ودعوة مفتوحة للعالم بأسره للمشاركة في صون التاريخ وضمان استمراره.