المدن الذكية وإدارة الكوارث: نقاشٌ معمّق لحماية التراث في زمن التغيرات المناخية!

 المدن الذكية وإدارة الكوارث: نقاشٌ معمّق لحماية التراث في زمن التغيرات المناخية!

في إطار احتفال المملكة العربية السعودية باليوم العالمي للمعالم والمواقع 2025، نظمت اللجنة الوطنية السعودية للمجلس الدولي للمعالم والمواقع (الآيكوموس السعودي) جلسة حوارية متخصصة بعنوان:


“المدن الذكية وإدارة مخاطر الكوارث في المواقع التراثية”، وذلك بالتعاون مع الجمعية السعودية لعلوم العمران، ومتحف دار الفنون الإسلامية، ومؤسسة المداد للفن والثقافة والتراث، بقاعة الصفا بمركز جدة بارك.


سلطت هذه الفعالية الضوء على واحدة من أبرز التحديات التي تواجه صون التراث العمراني، والمتمثلة في المخاطر البيئية والكوارث الطبيعية مثل الأمطار الغزيرة، والسيول، والرياح العاتية، وتأثيرات التغير المناخي، واستعرضت كيفية تطوير أساليب إدارة المواقع التراثية بما يواكب هذا الواقع المتغير.


وخلال الجلسة، ناقش الخبراء أهمية اعتماد التقنيات الحديثة، بما يشمل تقنيات الذكاء الاصطناعي، وأجهزة الاستشعار الرقمية، وبرمجيات تحليل البيانات البيئية، كأدوات رئيسية لمراقبة حالة المواقع التراثية بشكل لحظي. كما استعرض المتحدثون النماذج الحديثة للمدن الذكية التي دمجت بين الحفاظ العمراني والابتكار الرقمي، بما يضمن تدخلات مدروسة وسريعة تحمي المعالم التاريخية وتحافظ على أصالتها.


وأكدت النقاشات أن صمود التراث المعماري في وجه الكوارث الطبيعية، والذي شهدته المواقع السعودية على مر القرون، ينبغي أن يقترن اليوم بتقنيات الإدارة الذكية لضمان استمرار هذه المواقع كشواهد حية تروي قصة وطن عريق.
وجاءت هذه المبادرة دعمًا لرؤية المملكة 2030، وتعزيزًا لجهود وزارة الثقافة وهيئة التراث في إدارة وصون المواقع ذات القيمة الاستثنائية، من خلال تبني ممارسات علمية حديثة تجمع بين الأصالة والابتكار.


وفي ختام الجلسة، شدد الآيكوموس السعودي على أن الحفاظ على التراث العمراني لا يقتصر على ترميم الأحجار فقط، بل يستلزم بناء منظومات ذكية قادرة على التنبؤ بالمخاطر، وإدارة المواقع بأساليب تواكب متغيرات العصر، لضمان استدامة تراث الوطن للأجيال القادمة.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *